تائب يناجى ربه بقصيدة رائعة

مناجاة تائب



تــــزدادُ كــل دقيقـــــة صلَتـي بربّــي
ويزيـد بعـد الوصل من قلـبي اقترابــا


ويفيض شوق النّفس في كبِــدِ الليـالي
فيهـــز أعمــــاقي وأزداد اضطرابــــــا


ويفيض دمعي إن أقمـت الليـل شـــوقـاً
للقـــاء من أجــرى بقـــدرته الســحابـا


وإليــه أدنـو والفـــؤاد بــه ارتجـــــافٌ
وتجــود عيني من مهـــابتـه انتحابــــا


وبذكــره تـذوي النفــوس بكل وجـــــدٍ
وتهيـــم في ملكوتـــه عشـــقاً مُذابــــا


وله اعتـرافي بـالذنـوب وبالخطـايــــا
ولـــه أســـير بِذِلَّـةٍ أرجـــو الثَّـوابـــــا


أرجـو الشـــفاعـة من ذنــوبٍ كبَّلــتني
فهرعت نحـــوك راجيـاًعفـواً مجابــــا


يــا مــالـكاً نبـض الفــــؤاد بكـل قلــبٍ
يا عالم الأسـرار من كشـف الحجـابـــا


هب لي من الغفـران ما يرضيـك عنـي
وارحــم فـؤاداً قـد أتــــاك يَـدُقُّ بابـــــا


أصلـــح بقدرتـك المعطـل من أُمــوري
أنت القـدير وأنـت من ملك الجـوابــــا


أعتــق من النيــران بعـد العفـو عبـــداً
قـد ضــاع في الـزَّلات حينـــاً ثـم آبــــا


من لي سـواك يرد عن ضعفي الرزايـا
من غـيــرك الغفـار من يهـب الثَّوابـــا


إنـي أتيتـــك تـائبــــا من كـــل ذنـــــب
وتركـت أوزارا ســــتلزمني عقــابـــــا


فـامنن بفضـلك يـا إلــــه الكون عفــواً
فلقـــد أتيتـك طائعــــا عبـــداً مُصابـــا


يرجو الشفاء وأنت من يشفي جروحي
يـــا غـــافر الـــزَّلات ألهمني جوابــــا


يــوم القيـــامة يــا إلهـــي لا تـــذرني
وبفضل عفــوك سوف أجتاز الصعابا

وعرفت من أسـمائك الحسـنى صفــاتٍ
غفــرت ذنوبــاً بعدمـــا عتقـت رقابــــا


فطمعـت فـي عتـق يعيـــد إلـي نفســي
ويردنـي عبــــداً نظيفــــاً مُســـتجابـــا